منتديات يوفنتوس العربية

مرحبا بك عزيزي الزائر. سجل حساب مجاني اليوم لتصبح فردا من أسرتنا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا المنتدى عن طريق إضافة مواضيعك ومشاركاتك، وكذلك التواصل مع الأعضاء الآخرين عن طريق الرسائل الشخصية الخاصة بك!

الفوضى والمعرفة

ساعد وطني

New Member
إنضم
21 أكتوبر 2012
المشاركات
4
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
د. حمد بن إبراهيم العمران

يصف كثير من العلماء في الغرب والشرق بعض الظواهر الطبيعية التي لايجدون وراء حدوثها أسباب علمية دقيقة تفسر كيفية حدوثها بنسق معين، وفي توقيت بذاته، كما أنهم لا يستطيعون ضبط ومعرفة العوامل التي تؤثر في سلوكها، إلى أنها فوضى حركية، ومثال ذلك تشكل الغيوم ، وانفجار البراكين، وتقلبات المناخ، ويحاولون البحث عن قوانين تراتيبية نمطية تضبط حدوثها، وتحدد مسارها.

بداية نحن كمسلمين نؤمن بأنه لا يوجد في الكون فوضى، وإنما كل أمر مقدر بقدره، وكل حدث له حسابه، علمه من علمه، وجهله من جهله، وأنه وإن ظهر لنا أن هذه الظواهر فوضوية إلا أنها في واقع الأمر تسير وفق نظامية فائقة التعقيد، وتراتبية يتناوب فيها النظام المفهوم والنظام المجهول، وهذه الظواهر (التي تسير وفق نظام مجهول) والتي يطلق عليها الظواهر الفوضوية، يكمن السبب وراء تسميتها بهذا الاسم إلى نقص المعلومات حولها، فالظواهر الكونية لها أنظمة تحكمها، وحدوث نقص في المعلومات حول بعض هذه الأنظمة يجعلنا غير قادرين على تفسير بعض هذه الظواهر وتوقع حدوثها، وفي أحيان أخرى نفقد المعلومات، وبالتالي نفقد السيطرة والفهم، فتحدث ظاهرة لم تكن متوقعة بالنسبة لنا، وهو ما يطلق عليه البعض الظواهر الفوضوية.

ولذا فهم طالما طرحوا سؤالاً فلسفياً : ما مدى إمكانية نشوء النظام من الفوضى؟

وكتب كثير من هؤلاء العلماء من المقالات وأجروا من الدراسات باحثين عن جواب لهذا السؤال، ولكنهم بشكل عام لم يستطيعوا أن يجيبوا عليه بشكل قاطع، وحتى نوضح الأمر بشكل مبسط دعونا نضرب مثالاً بمرض السرطان - حمانا الله وإياكم منه - ، فخلايا الجسم تنمو وتنقسم وفق تراتيبية نمطية واضحة ومعلومة، وفي حالة غير مفهومة ولأسباب غير معلومة تصاب هذه الخلايا بحالة من حالات الفوضى، فتنمو هذه الخلايا وتنقسم بدون حدود، ولأسباب كذلك غير معلومة تقوم هذه الخلايا بمهاجمة وتدمير الأنسجة المجاورة أو البعيدة، وفي بعض هذه الحالات تعود هذه الخلايا لوضعها الطبيعي من حيث النمو والإنقسام، والسؤال هنا، كيف نشأت هذه الفوضى من النظام، وكيف عاد النظام من الفوضى؟!

لو استطاع العلماء الإجابة عن هذا السؤال، لاستطاعوا علاج مرض السرطان، وغيره من الأمراض، كما فسروا كثيراً من الظواهر الطبيعية التي يقفون صامتين أمامها.

لذا فنحن عندما نفقد المعلومة، لا نستطيع الربط بين خبراتنا السابقة ومعارفنا الحالية، وبالتالي نفقد التفسير المنطقي للأحداث، والقدرة على استيعاب الحقيقة، ونضيع في عالم من التفسيرات والتاؤيلات التي لا تقوم على مستند علمي، و لاتبنى على نظرية منطقية.
 
لن يرتاحون حتى يؤمنون بان الله هو من يسير الكون
وان كل شئ مخلوق بقدر ولا وجود لـ الصدف او الفوضى في الكون
سبحان الله
يعطيك الف عافيه
ننتظر جديدك
>:wub(1):<قرآتسي تسلم آيدك>:wub(1):<​
 
أعلى