
تسعى شركة تيثر، ثاني أكبر مساهم في نادي يوفنتوس الإيطالي الشهير، للحصول على مقعد في مجلس إدارة النادي، بعد أن اشترت حصة بقيمة نحو 128 مليون يورو (149 مليون دولار). تمت عملية الشراء في يوم 14 فبراير من عام 2025، وكانت استثمارًا لافتًا باعتباره المرة الأولى التي يصبح فيها شركة في مجال العملات الرقمية مستثمرًا رئيسيًا في نادٍ أوروبي كبير.
شركة إكسور (Exor)، المملوكة لعائلة أنييلي، تُدير نادي يوفنتوس منذ ما يقارب مئة عام وتمتلك 65.4٪ من أسهمه. لكن في الآونة الأخيرة، لم تسر الأمور على ما يرام؛ إذ صرّح باولو أردوينو، المدير التنفيذي لشركة تيثر، بعد أربعة أشهر من الصفقة، بأن يوفنتوس وإكسور يكادان لا يتواصلان مع تيثر.
وتسعى تيثر إلى شراء مزيد من الأسهم والحصول على مقعد في مجلس الإدارة للمشاركة في اتخاذ القرارات، لكنها تقول إن مطالبها يتم تجاهلها. وأوضحت الشركة أنها ترغب فقط في مساعدة النادي على النجاح، وأرسلت عدة رسائل لطلب عقد اجتماع. من جهتها، تخطط إدارة يوفنتوس لعقد الاجتماع مع تيثر بعد نهاية كأس العالم للأندية في يوليو 2025.
وبحسب تقرير بلومبيرغ، فإن إكسور ستتخذ قرارها بشأن تيثر بعد ذلك الاجتماع.
ويتوقّع نادي يوفنتوس أن يُسجّل خسارة قدرها 18 مليون يورو في تقريره المالي القادم. ولتغطية هذا العجز وتمويل صفقات التعاقد مع لاعبين جدد، يُخطط النادي لجمع مبلغ يتراوح بين 15 مليون و100 مليون يورو. وقد تعهّدت إكسور بتقديم 15 مليون يورو وأكدت رغبتها في الحفاظ على سيطرتها كأغلبية.
شركة تيثر، وهي شركة عملات رقمية تبلغ أرباحها 13 مليار دولار وتمتلك محفظة استثمارية بقيمة 150 مليار دولار (منها 115 مليار في سندات الخزانة الأميركية)، ترى نفسها مستثمرًا مهمًا بعد شراء حصة تبلغ 10.7٪. لكنها غاضبة لأن يوفنتوس وإكسور لا يشركانها في المحادثات المالية.
وقال باولو أردوينو:
«نريد أولاً أن نفهم ما إذا كان هناك مجال للتعاون وكيفية تحقيق ذلك. قبل اتخاذ أي خطوة أخرى، سيكون من الجيد محاولة إيجاد أرضية مشتركة».
ويُعتبر أردوينو، المدير التنفيذي لتيثر، مشجعًا ليوفنتوس منذ الصغر، ويريد استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوكتشين لتحديث النادي، لكنه يرى أن كرة القدم الإيطالية ما زالت عالقة في الطرق القديمة. وتجدر الإشارة إلى أن تيثر تستثمر أيضًا في مجالات أخرى مثل الزراعة والإعلام وزرع الشرائح في الدماغ، ما يُظهر رغبتها في التوسع إلى ما هو أبعد من العملات الرقمية.
كما تُعبّر هذه التوترات بين تيثر ويوفنتوس عن الصدام المتنامي بين إدارة كرة القدم التقليدية والمستثمرين الجدد الذين يركّزون على التكنولوجيا.