ثلاثة مواسم من التعاقدات السيئة والإنفاق الكارثي: 21 وصولاً، صفر نجوم كبار. تعزيزات كثيرة، كالأموال المُنْفَقَة، لكن لا أحد قادراً على منح البيانكونيري القفزة النوعية: بريمر ويلديز آخر النجوم في 2022
إذا لم تكن هلوسة جماعية، فهي قريبة جداً منها: حملة التعاقدات الصيفية لـ يوفنتوس، في الخلاصة الصحفية لشهر سبتمبر، حظيت بترحيب إيجابي عام. لماذا؟ لأن كولو مواني المنتظر لم يأتِ، لكن ذلك عُوّض بصفقتين تبدوان لا نقاش حولهما على الورق مثل ديفيد وأوبيندا؛ لأن الاحتفاظ بفلاهوفيتش كان – في النهاية – أفضل صفقة، وهكذا كان الأمر فعلياً حتى الإصابة؛ لأن عدم ضمّ "رجل وسط منظّم" لم يكن مشكلة، فقد ربما كان كوبماينرز سينفجر؛ لأن من يدري، ربما جواو ماريو أفضل من ألبرتو كوستا. باختصار، التفاؤل العام كان مبرّراً، لكن في النهاية – مع العلم اللاحق – لم يصطدم به فقط الجماهير والإعلام والرأي العام، بل أيضاً مَن بنى هذا الفريق بملايين. تغيير أربعة مدربين في عامين فقط ليس مجرّد استثناء في تاريخ يوفنتوس الطويل، بل لم يُغيِّر توازن فريق يخاطر اليوم بالقتال من أجل هدف لن يكون – بعد فشل الاختبار في نابولي – المنافسة على السكوديتو؛ في مارادونا برز الفرق بين مجموعة من المستوى العالي رغم غيابات كبيرة، وأخرى لا تزال تبحث عن هويتها. شعور شعر به سباليتي أيضاً عشية المباراة، مشيراً إلى يوفنتوس المستقبلية كالنابولي الفائز بالسكوديتو في عهده، رمز "الجمال الكبير": "أستشهد هنا بكلمات جون إلكان الذي قال إن الجميع يستندون إلى تاريخ يوفنتوس لكنهم لا يعرفون مستقبله. مع إدارة كهذه يمكن العودة لما يريده الجماهير. الجودة الفردية للاعبين هي ما يصنع الفرق. الطريق سيكون طويلاً".
يوفنتوس: بعد بريمر ويلديز الفراغ الكبير
نعم، الجدل حول جودة اللاعبين هو جوهر المشكلة: في الملعب ينزلون هم، ولم ينجح أي مدرب حتى الآن في صنع المعجزات رغم تدوير الفلسفات بسرعة. الحقيقة القاسية أن يوفنتوس لم يعد قادراً على ضمّ بطل من السوق منذ أكثر من ثلاث سنوات. الأخيران بريمر ويلديز: غياب البرازيلي يُثْقِل الدفاع والتوازن العام؛ في 2022، عندما انضمّ نجم تورينو الشاب، لم يكن أحد يتخيّل تأثيره الكبير. منذ ذلك الحين لم يصل لاعب يُغيِّر الموازين، ولا مواهب تُطَوَّر لتصبح نجوماً على المدى المتوسط والطويل: المشكلة مزمنة، لا تقتصر على سوق صيفي واحد. القيود المالية مبرّر سطحي لا يُغطّي الأخطاء؛ يمكن الإبداع في الكشافة (كما تفعل أندية أصغر ميزانية)، لكن يوفنتوس أنفق كثيراً والملكية وفَّرت موارد إضافية (كزيادة رأس المال الأخيرة).
يوفنتوس: كم فشل في حملات التعاقدات الأخيرة
بل أنفق بسوء، إذا نظرنا لآخر خمس جلسات (صيفية وشتوية): نحو 150 مليوناً على كوبماينرز، دوغلاس لويز، نيكو غونزاليز تحولت كارثة، والوحيد المتبقّي – الهولندي – أصبح مدافعاً مركزياً جيداً بتكلفة قنّاص أوروبي. حتى الصفقات المنطقية لم تُغيِّر الوجه: "النمو صفر" يعني صعوبة رفع المستوى عبر بناء التشكيلة، وهذا ينعكس على النتائج والأهداف. جودة اللاعبين أساس العودة للقمّة، ولا سحر لدى تياغو موتا أو تودور أو سباليتي (وألّيغري قبلهم).
يوفنتوس "يضحّي" بالشباب
في الوقت نفسه، لأسباب مالية، قرّر يوفنتوس التخلّي عن جزء من مستقبله، مُضَحِياً بأفضل المواهب من قطاع الشباب أو Next Gen في الدرجة الثالثة: بعض الرحيل غير مؤلم، لكن آخرين يُثيرون الندم لدى الجماهير وغيرهم. من هؤلاء هوييسن، بِيعَ لبورنموث بـ18 مليوناً (مع مكافآت) ثم انتقل بعد عام إلى ريال مدريد بـ60 مليوناً (رقم مُجْهَل لكن مُبَرَّر). الاختيارات تُدْفَعْ ثمنها: نحو 300 مليون خروجاً. يوفنتوس يُلْعِقْ جِرَاحَهُ، خاصة مع اقتراب يناير دون تغيير جذري مرئي... مع أمل جماهير البيانكونيري في نفي ذلك عملياً.
( من تقرير توتوسبورت )
