منتديات يوفنتوس العربية

مرحبا بك عزيزي الزائر. سجل حساب مجاني اليوم لتصبح فردا من أسرتنا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا المنتدى عن طريق إضافة مواضيعك ومشاركاتك، وكذلك التواصل مع الأعضاء الآخرين عن طريق الرسائل الشخصية الخاصة بك!

أرجوكم أخبروني ما هو السبب ؟

يوفنتيني

Well-Known Member
إنضم
22 مارس 2010
المشاركات
175
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كنت قد وعدتكم باكمال قصة ليلة باردة، ولكن اعذروني فكلما كتبت فيها سطرا، عدت ومحوته لا أدري ما المشكلة، ولكن عندما يريد الله أن اكتبها سأكتبها، وعندها ستكونون أول من يقرأها.
ولقد سمعت خبرا موجزا يوم أمس أثر في كثيرا، وفتح الله علي ببعض كلمات فصنعت من هذا الخبر قصة قصيرة للعبرة والتذكرة فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

ابتسم عمر ابتسامته البريئة المعتادة، ونادى أباه: أبي ، متى ستشتري لي دفتر التلوين الذي وعدتني فيه ؟
نظر إليه خالد في ضيق شديد، فما بال هذا الصبي الأحمق ليس لديه من هم غير دفتر التلوين التافه، ألا يحس بي أحد ؟، أنا أعمل واكد وأتحمل حماقات مسئولي واهاناته في بعض الأيام كهذا اليوم مثلا.
أجابه خالد في عصبية: قلت لك ليس اليوم ألا تفهم ؟
ولكن أبي لقد وعدتني أكثر من مرة، أرجوك .
قالها عمر في رجاء وأمل وهو ينظر إلى أبيه بعينيه الواسعتين.
لو كررت هذا الطلب مرة أخرى فأقسم بالله العظيم لن أشتري لك الدفتر أبدا، هيا أذهب إلى غرفتك وادرس ولا تخرج إلا وقت العشاء.
ثم اتجه خالد إلى غرفته وهو يتمتم، ما هذه العيشة ! لقد أبتلاني الله بهذا الابن الغبي الذي لا يفهم ولا يقدر، وأين أمه يا ترى ؟ لا بد أنها تبذر وتصرف مالي في أحد المحلات على ما لا نحتاجه، ارحمني يا رب وخلصني من هذا الذاب.

نكس عمر رأسه واتجه إلى غرفته في تثاقل، فسنوات عمره الست لم تسعفه لادراك سبب عصبية والده، لكنه عقد العزم على أن يبهجه فهو يحب والده كثيرا، وذلك على الرغم من عصبيته شبه الدائمة، ولكن كيف يا ترى يمكن لخالد أن يبهج والده.
أخذ عمر يفكر في الأمر في غرفته، وفجأة قفز من كرسيه فرحا، فقد عرف كيف يمكن له أن يبهج والده، لقد قالت له مدرسته أن رسوماته جميلة للغاية وهذه الرسومات تشرعها بالسعادة والأمل.
لذا أسرع عمر إلى دفتر الرسم الخاص به ونزع صفحاته واحدة تلو الأخرى، صفحاة رسم فيها كل ما يحبه في هذه الحياة أبوه، أمه، الحديقة، قط الجيران، وأشياء وأماكن أخرى تمثل لهذا الطفل كل سعادة الحياة.
وبهدوء وبدون أي جلبة تسلل عمر إلى غرفة أبيه فوجده نائما، فانتهز عمر الفرصة وثبت رسوماته على الحائط بلاصق ورقي، ثم تسلل كما جاء وخرج بهدوء.
فتح خالد عينيه ونظر إلى ساعة المنبه بجانب السرير فوجد أن الساعة قد تجاوز السادسة، فنادى: عائشة، عائشة.
ولكن ما من مجيب فزوجته لم تعد بعد.
جلس على طرف السرير وهو يقول: لم تأتي بعد، حسنا سوف أريها عندما تعود من هو رجل البيت.
تمطى وحاولا بث بعد النشاط في جسده الخامل، وهنا وقعت عيناه على الرسومات، وتجمد خالد لحظة ثم جال ببصره بين الرسومات التي استطاع أن يراها ولكن بسبب الاضائة الخافتة لم يميز أنها مجرد أوراق مثبتة بلاصق ورقي يمكن نزعه بسهولة، ولم يفكر في سبب وجودها، ولم يفكر في أي شيئ إلا فكرة واحدة، لقد تحداه عمر، حسنا سوف أريه ، سوف أجعلها عبرة لن ينساه، كيف يجرأ هذا العاق على الرسم على الحائط، ماذا يريد أن يقول، لا بد أنه يتحداني .
عمممممممممممممممممممر.....
صرخ خالد وهو يهرول إلى غرفة عمر واقتحمها اقتحاما، فالتفت إليه عمر مبتسما، ولكن ما إن وقعت عيناه على أبيه حتى تحول إلى الفزع والخوف.
أبي ماذا .....
ولم يدعه خالد يكمل، بل صفعه على وجه بكل قوته، فسقط ذلك الجسد الضئيل على الأرض.
كيف تجرأ أيها الحقير، سوف أريك ما لم تراه في حياتك.
التفت إلى طاولة المذاكرة بالغرفة، وهو يبحث عن المسطرة، سوف يورم براجم هذا الطفل الأحمق.
ولكن لم يجد المسطرة، فاتجه إلى الخارج وبحث في الطاولة الصالة حيت توجد معدات الرسم التخطيطي التي يستحدمها في عمله، ولم يجد مسطرة بل وجد المثلث والفرجال.
وهنا ازداد حنقه وغضبه، الكل ضده زملائه ومسئوليه، زوجته، حتى طفله، سوف يريهم، ودون أن يشعر خطف الفرجال، واتجه إلى ابنه فوجده ملقى على الأرض يبكي بحرقة وجسده يرتجف مع كل تنهيدة حتى لكأنه ورقة شجر تتلاعب بها النسائم، ولكنه لم يأبه، بل أمسك بكف ابنه وألصقه بالطاولة وغرز الفرجال فيه حتى سمع صوت ارتطام الفرجال بالخشب اسفل كف ابنه، واندفع خارجا غير ملتفت لصرخات الألم ونداءات ابنه : ابي، ابي، ابيييييييييي.
خرج خالد من منزله واتجه إل المقهى القريب، وهناك جلس لساعة، لساعتين لثلاث، وكان هاتفه المتحرك يرن، ولكنه لن يجيب، فلا بد من انها تلك الحمقاء تريد أن تعاتبه، أو تريد منه أخذ ذلك الابن العاق للمستشفى، ولكن هيهات فلا بد من أن يذوق الطفل الألم حتى يتعلم الحدود، نعم هذه هي التربية السليمة، ودعكم من هرطقات المعاملة الحسنة ولكلمة الطيبة، فلا بد من طرق الحديد ليتشكل، وارتخى خالد في كرسيه وهو ينفخ دحان الأرجيلة في تلذذ واستمتاع.
كانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة مساء عندما وصل خالد إلى بيته ولكنه وجد على الباب ورقة كتب عليها: لقد حاولنا الاتصال بك نحن في المستشفى لقد تعرض عمر لحادث.
وذيل اسم زوجته هذه الرسالة.
وقف لحظات أمام الباب، وأخذ يفكر ما بال هذه الحمقاء، إنها مجرد وخزة بسيطة، أفففففففففففففففففففف، الآن لابد أن أذهب إلى المستشفى، وإلا لن تخرس هذه المرأة ولن تدعني أنام اليوم.
دحل خالد المستشفى واتجه إلى قسم العمليات، فقد اتصل بزوجته ولم يفهم من بكائها وتنهيداتها غير أن عمر في قسم العمليات، ولكن لماذا قسم العمليات ؟
دخل خالد الغرفة التي ارشدوه إليها ووجد هناك زوجته جالسة
عائشة.....
نادى خالد زوجته، فالتفت إليه، ورآها ذاهلة محمرة العينين وقالت له جملة قصيرة ولكن وقعها كان كالصاعقة عليه: لقد بترو كفه.
نظر إليه غير مستوعب، وسألها: من بتر إيد من ؟
عمر، لقد بتروا يد عمر، لقد فقد ابني كفه، لقد اصبح ابني معاقا، لن يستطيع الرسم، لن يستطيع اللعب.....
ابنيييييييييييييييي.....
ثم اجهشت بالبكاء.
تسمر خالد في مكانه وهو يحاول أن يفهم ما حدث، وفجاة احس بكف على كتفه فوجد طبيبا.
هل أنت أبو الطفل عمر ؟
نعم، أنا هو.
أنا آسف لكي أبلغك أننا اطرينا لبتر كف ابنك الأيمن، بسبب التلوث الناتج عن اصابته في المنزل.
ماذا تقوق أيها الطبيب
يبدو أن ابنك كان يلعب بالفرجال وبطريقة نجهلها انغرز الفرجال في كفه، ويبدو أنه من شدة الألم لم يستطع نزع الفرجال حتى اغمي عليه ووجدته أمه بعد مرور فترة زمنية كافية لتلوث الجرح وخوفا من الغرغرينا اطرينا إلى بتر كفه، وهو الآن في غرفة العناية المركزة، وسوف يستيغظ من المخدر بعد ساعتين على الأكثر.
مرة الساعتين وصحى عمر، والذي لم يدرك ما أصابه، فأثر المخدر ما زال يطغى على وعيه، ولكن بعد ساعة أخرى وعندما أراد أن يحرك يده عرف الكارثة، والغريب أنه لم يبكي ولم يصرخ، صحيح أن عينيه الواسعتين ذبلتا حتى كانتا أشبه بعرجونين، ولكنه لم يبكي بل نادى أباه وقال له: أبي أنا آسف لن أعيدها مرة أخرى، أرجوك أعد لي يدي، أرجوك أبيييييي.

لللأسف وأقول للأسف كان الخبر الذي أثر في فكتبت هذه القصة أن أب غضب من ابنه بسبب رسمه على الحائط فما كان من هذا الأب إلا وأن غرز الفرجال في كف يده حتى سمرها على الحائط وترك ابنه على هذه الحال، وفيما بعد وبعد الذهاب بالطفل إلى المستشفى كان الآوان قد فات وتم بتر طف الابن، فكان لابد أن اكتب شيء يفسر سبب هذه الجريمة، لهذا جعلت من الأب في قصتي شخصية خانعة جبان يزدريه زملائه ومسئوليه، كما أن زوجته لاتطيعه، وهو شخصية مهزوزة ظنانة، ولكن أتدرون ماذا ؟ حتى ومع كل هذا مازالت الأحداث غير منطقية وقاسية وشاذة عن طبيعة الأبوة والإنسانية، فلا يوجد أي سبب، وأنا لا أقول مبرر، بل سبب يمكن أن تنتج عنه هذه الوحشية.
أرجوك أخبروني ما هو السبب ؟
 
قراتسي تسلم ايدك على الموضوع
اما الاسباب هي ضعف ايمان الاب بالقضاء والقدر
عصبيه زايده غياب الام لفترت التلوث دون سبب
هذا من وجهة نظري
>;)<قراتسي تسلم ايدك >;)<​
 
اشكر لكم اخواني واخواتي كلماتكم المشجعة وأنا ادعو الله أن يحفظنا دوما من الغضب والاستسلام له
 
السلام عليكم

قال رجل يا رسول الله اوصني
قال لا تغضب
قال اوصني
قال لا تغضب
قال اوصني
قال لا تغضب

الغضب اساس كل قرار خاطئ
الطلاق , القتل , الانتقام

كله من الغضب

مشكور اخوي على الكتابه الأكثر من رائعه

Best Regards
 
لا حول ولا قول إلا بالله العلي العظيم

اللهم جنبا الغضب ،في بيتنا ، وعملنا ، ودنيانا ، وارزقنا مخرج منه يا رب العالمين ، إخوتي واخواتي ن كيثر منا من يمر بحالات الغضب ، واحيانا يفقد صوابه ، وما أكثر الأخبار المؤسفة التي نسمعها ونراها ، والتي كانت نتيجتها الغضب ، كم من أسرة تفتت بسبه ، وكم من اسرة فقدت عزيزا ، قتله عزيز بسببه ، أعوذ بالله من شر الغضب ، وأعوذ بالله من صانع الغضب إبليس ، فما الغضب إلا من الشيطان ....

والله لست بشيخ واعظ ولا إمام لمسجد ، بل إني عبد من عباد الله ، وكنت من اكثر الناس غضبا وتسرعا ، لكن الحياة علمتني ، معنى الهدوء وكظم الغيظ وكبت الأنفاس ....


قال ابن تيمية –رحمه الله تعالى-: " ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب ، وجرعة صبر عند المصيبة ، وذلك لأن أصل ذلك هو الصبر على المؤلم ، وهذا هو الشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم ، والمؤلم إن كان مما يمكن دفعه أثار الغضب ، وإن كان مما لا يمكن دفعه أثار الحزن ، ولهذا يحمر الوجه عند الغضب لثوران الدم عند استشعار القدرة ، ويصفر عند الحزن لغور الدم عند استشعار العجز "

مشكور اخوي على الموضوع وجعلة في موازين حسناتك يارب
 
التعديل الأخير:
أعلى