عـمـلـتـها أم مـرزوق ...

​

اعتاد أبو مرزوق وكان عضو مجلس قروي أن يعترض على كل المسائل موضوع البحث فلاشيىء يعجبه وعذره دائما أن ما يبحث ليس في مصلحة القرى التابعة للمجلس ولا في مصلحة أهلها وعندما يسأل عن البديل تراه يأتي بحلول لا يوافقه عليها غالبية أعضاء المجلس القروي فتثور ثائرته ويهم بترك المجلس حتى يتطوع اثنان من ربعه في المجلس يهرولان باتجاهه ويطيبا خاطره ويحبان على رأسه ويرجوانه عدم ترك المجلس فيتظاهر بأنه انصاع لطلبهما قائلا " عشان خاطركم عندي وبس " . لم يسجل تاريخ المجلس القروي منذ انشاءه جلسة واحدة لم ينسحب منها أبو مرزوق من مقعده حتى الباب ثم ايابا الى مقعده بعد أن يطيب الربع خاطره حتى احتار أعضاء المجلس من سلوكه هذا لابل زاد من قلق أعضاء المجلس القروي أن هذا الخبر قد شاع في القرى وبات حديث أهلها صباح مساء وأصبح العم أبو مرزوق بطلا وطنيا في نظر أهل القرى المنطوية تحت المجلس القروي وبتن النسوة في القرى يتحدثن بمواقف أبو مرزوق المشرفه حتى أسمينه بالنشمي والمعدل فلما وصل الخبر الى السيدة الأولى أم مرزوق حرمه المصون أصابتها الغيرة على زوجها وخافت أن يخطفنه منها فأسدلت خمارها على الرأس وذهبت متنكرة الى رئيس المجلس القروي الذي استقبلها بالترحيب وبدأ يشكو اليها من أفعال أبو مرزوق فقالت لرئيس المجلس القروي انما أتيت اليك لأجل هذا وأن لدي الحل فقال هات به أكرمك الله فقد سئمنا من تصرف رجلك على هذا النحو
فقالت اذا ما اعترض وانسحب فاتركوه ولا يمنعه أحد
فقال رئيس المجلس حقا ان أهل بيته أعرف منا به
ولما انعقد المجلس في اليوم التالي وكررها أبو مرزوق لم يقف في طريقه أحد ولم يطيب خاطره أحد وظل واقفا أمام الباب وهو يقول ...ترى أنا منسحب ...ترى أنا منسحب وكررها مرات حتى غلب حماره وعاد مطأطىء الرأس الى مقعده ولم يكررها ثانية.
وهكذا شاع على ألسنة النسوة في القرى " عملتها أم مرزوق "​