هل سيكون سباليتي المدرب القادم ليوفنتوس؟ بعد إقالة تودور وبدء الاتصالات الأولى يوم أمس الاثنين، يبدو أن المسار الذي يقود إلى المدرب السابق للمنتخب الإيطالي بات أكثر جدية، وفي هذه اللحظات المهمة تحدث لوتشيانو سباليتي لقناة 
سكاي سبورت على هامش حدث في ميلانو :
ما الذي تقوله لنا عن الإعلان التلفزيوني الذي شاركت فيه أنت وتوتي؟
سباليتي: "إلى جانب توتي يكون الشعور دائماً رائعاً. بيننا كانت هناك بعض وجهات النظر المختلفة، لكننا عشنا معاً سنوات جميلة، وجزءاً من الحياة المهنية والإنسانية. الآن بعد أن جمعنا هذا الإعلان مرة أخرى، نحن الاثنان في غاية السعادة."
كيف حالك الآن، وإلى أي درجة تشعر برغبة في العودة إلى مقاعد التدريب؟
سباليتي: "أنا بخير. لدي الطموح لإصلاح ما حدث معي في الفترة الأخيرة. أنتظر بهدوء ما سيأتي في طريقي."
نعلم بوجود اتصالات مع يوفنتوس… هل سيكون هناك لقاء اليوم؟
سباليتي (يبتسم): "كنت أظن أننا هنا للحديث عن الإعلان التلفزيوني , لم أتلقَّ أي اتصال من أندية إيطالية، لكن لديّ رغبة في العودة إلى التدريب "
" إذا كان عليّ قول شيء عن يوفنتوس، فسأقوله لصالح تودور. إنه رجل حقيقي وشخص جاد، مليء بالقيم. رأيته يعمل وقد أعطاني دائماً انطباع الشخص الجوهري الذي يصل مباشرة إلى القلب. سيكون محظوظاً من سيخلفه، لأنّه سيجد بالتأكيد فريقاً مُدرّباً جيداً. يؤسفني ما يمرّ به الآن."
هل يوفنتوس مجهّز للفوز بالسكوديتو؟
سباليتي: "اليوم أنا الشخص الأقل تأهيلاً للإجابة على هذا السؤال. إذا أردت، يمكنني أن أخبرك بما شعرت به عندما اتصلوا بي لتصوير الإعلان التلفزيوني… هذا ما يمكنني قوله اليوم."
نراك السبت القادم على قناة سكاي سبورت؟ هناك مباراة كريمونيزي – يوفنتوس…
سباليتي: "أنا دائماً في الملاعب لمتابعة المباريات."
 
		 
		
	 
لوتشيانو سباليتي معروف بقدرته التكتيكية الفذة على تغيير مجرى المباريات الحاسمة، سواء بتعديلات أثناء المباراة أو بخطة مبدئية ذكية.
إليك أبرز المباريات في مسيرته التي استطاع فيها قلب الطاولة وتغيير النتيجة أو مجرى اللقاء بشكل كامل:
---
1. نابولي 2 - 1 يوفنتوس (الدوري الإيطالي - 13 يناير 2023)
· السياق: مباراة مبكرة حاسمة في سباق اللقب بين المتصدر نابولي وأبرز منافسيه.
· كيف غير مجراها؟ كان يوفنتوس متعادلاً (1-1) ويسيطر على اللقاء. أدخل سباليتي التغيير المصيري بإدخال جياكومو راسبادوري في الدقيقة 82. سجل راسبادوري الهدف الثاني للنابولي في الدقيقة 93 بعد تمريرة من لاعب آخر أدخله سباليتي هو الآخر (إليف إلماس).
· الأهمية: كانت هذه المباراة هي الإعلان الحقيقي عن "إرادة الفوز" التي غرسها سباليتي في فريقه، وضخت ثقة هائلة في العروق بأن اللقب ممكن.
2. نابولي 0 - 4 ليفربول (دوري الأبطال - 7 سبتمبر 2022)
· السياق: أولى مباريات نابولي في دوري أبطال أوروبا ذلك الموسم أمام أحد أقوى الفرق في أوروبا.
· كيف غير مجراها؟ لم يكن التغيير داخل المباراة، بل الخطة التكتيكية المبدئية. فاجأ سباليتي الجميع بخطة ضغط عالٍ ومجنون عطل خط وسط ليفربول تماماً. استغل نابولي سرعة كفاراتسخيليا و أوسيمن في الهجمات المرتدة. كانت خطة محكمة دمرت ليفربول من أول شوط (3-0).
· الأهمية: كانت هذه المباراة هي "البيان التكتيكي" الذي أعلن للعالم أن نابولي سباليتي قادم بقوة، وأن أسلوبه الهجومي يصلح لمواجهة الكبار.
3. روما 3 - 3 تشيلسي (دوري الأبطال - 4 نوفمبر 2008) - أيام روما
· السياق: روما يتعادل 1-1 مع تشيلسي ويتأخر بنتيجة 3-1 في الشوط الثاني.
· كيف غير مجراها؟ قام سباليتي بتغييرات جريئة هجومية. أدخل ميركو فوتشينيتش الذي سجل هدف التعادل في الدقيقة 75، ثم قلب خطة اللعب بالكامل للضغط على تشيلسي. في الدقيقة 94، سجل ماورو إسبوسيتو هدف التعادل التاريخي من ركلة جزاء.
· الأهمية: مثال كلاسيكي على "روح سباليتي القتالية" وقدرته على تحفيز فريقه للعودة من موقف شبه مستحيل.
4. إنتر ميلان 3 - 3 روما (2006) - أيام روما
· السياق: روما يتأخر 2-0 في السان سيرو أمام إنتر القوي.
· كيف غير مجراها؟ في الشوط الأول، قام سباليتي بتغيير تكتيكي جذري، حيث أعاد توزيع اللاعبين على поле اللعب وعدل خطة الضغط. النتيجة? أن روما عادت لتسجل 3 أهداف متتالية وتتقدم 3-2، قبل أن تعادل إنتر في النهاية.
· الأهمية: هذه المباراة أصبحت جزءاً من أسطورة سباليتي، حيث يُعتقد أن خطاب الغضب الذي ألقاه في غرفة الملابس في الشوط الأول هو ما أشعل الفريق وغير مجرى المباراة.
5. نابولي 1 - 1 إنتر ميلان (كأس إيطاليا - 19 يناير 2023)
· السياق: خسر نابولي أمام إنتر في الدور الأول من الكأس.
· كيف غير مجراها؟ هذا مثال على تغيير المجرى رغم الخسارة. بعد خسارة المباراة، جمع سباليتي لاعبيه وقال لهم جملته الشهيرة: "لا تنسوا هذا الألم. هذا هو الشعور الذي يجب أن نشعر به دائمًا عندما لا نفوز. استخدموه كوقود للفوز بالدوري".
· الأهمية: استطاع سباليتي تحويل هزيمة في كأس إلى دافع نفسي هائل ساعد الفريق على التركيز بشكل قاتل في بقية مشوار الدوري والفوز باللقب. هو تغيير لمجرى موسم كامل، وليس مباراة واحدة.
---
الخلاصة: ما هي ملامح "تغيير المجرى" عند سباليتي؟
1. التغييرات الذكية والدقيقة: ليس تغييرات روتينية، بل مدروسة. إدخال راسبادوري أمام يوفنتوس خير دليل.
2. الخطط المفاجئة: القدرة على إعداد خطة غير متوقعة تعطل أقوى الفرق (كما حدث مع ليفربول).
3. الحافز النفسي: أشهر نقاط قوته. قدرته على إلقاء الخطابات المحفزة وإشعال الروح القتالية في لاعبيه (كما في مباراة إنتر مع روما).
4. تحويل الهزائم إلى وقود: استخدام خيبة الأمل كأداة لتحفيز الفريق لتحقيق أهداف أكبر.
هذه المباريات تثبت أن قوة سباليتي لا تكمن فقط في التخطيط المبدئي، بل في قراءة اللحظة وتغييرها بعبقرية وحس نفسي فريد.