مقالة بقلم ماسيمو زامبيني، تعليقًا على يوفنتوس–إنتر :

ما هو الفوز الذي يمنح الفرح الأكبر؟ المعضلة القديمة التي تتجدد دائمًا في الأحاديث العابرة بين المشجعين: إن كان عليّ أن أفوز، فهل الأفضل أن يكون ذلك عبر سيطرة تامة أم بضربة حظ في اللحظة الأخيرة؟ وإن كان عليّ أن أتمنى هزيمة خصومي في نهائي ما، فهل الأفضل أن يخسروه 1-0 بعد سلسلة من الأهداف المهدرة في اللحظات الأخيرة من مهاجمهم، أم لا أدري، دعني أفكر، 5-0 من دون أن يسددوا كرة على المرمى، مع احتمال أن يتلقوا خمسة أهداف إضافية؟
في تورينو، حتى وإن لم يكن رونالدو البرازيلي مطّلعًا وتنبأ دائمًا بفوز الإنتر "كما جرت العادة"، فإننا نفوز تاريخيًا في معظم الأحيان: في السنوات الجيدة والصعبة، سواء سجّل ماتري من عرضية سورينسن أو كونسيساو بعد شوط أول مليء بالمعاناة.
أتذكر 2-0 جميلًا مع بلاتيني الذي حصل على ركلة جزاء ونفذها، ثم صنع هدفًا لبو نيني؛ وفوزًا صعبًا 1-0 بهدف الظهير نيكولو نابولي؛ وانتصارًا استثنائيًا 4-2 من أيام مايفريدي، حين اعتقدنا أننا دخلنا طريق الانتصارات بكرة استثنائية، لكننا كنا قد اخترنا الطريق المؤدي إلى الغياب عن أوروبا بعد سنوات طويلة.
الأسطوري 1-0 عبر ديل بييرو، الذي طارده نصف دفاع الإنتر بلا جدوى وسط دموع استمرت ثلاثين عامًا؛ ثم فوز العام التالي من ركلة جزاء مهدرة ثم هدف في المتابعة؛ 3-0 الذي حلم به موجي وتحقق بفضل ندفيد المدمّر؛ 2-1 بهدف رائع لماركيزيو بعد مباراة سيئة ومتوترة للغاية. باختصار، من مواجهات اليوفي–الإنتر في تورينو، أتذكر آلاف الانتصارات وقلة قليلة من الهزائم.
أتذكرها بكل أنواعها: حاسمة، بلا فائدة، صعبة، مهيمنة، محظوظة ورائعة. أحبها جميعًا بالطريقة نفسها، من المستحيل الاختيار.
ثم، في إحدى أمسيات سبتمبر، مع يوفنتوس بعيد عن اللقب لعدة سنوات، منقوصًا بالغيابات في مواجهة خصوم مرشحين أعلى وبكامل عناصرهم، حدثت سلسلة من الأمور.
الهدف الأول عبر كيلي، جميل ومهم. كل لمسات الرقم 10 لليوفي، ذلك الشاب التركي ذو العشرين عامًا الذي يبدو لنا وكأنه مخضرم. نغضب إن لم يسجل كل مباراة لأننا نعلم أنه، متى شاء، يستطيع أن يأخذ الكرة ويسدد بلا تفكير ليضعها في الزاوية، بينما لا يزال الخصوم والزملاء يفكرون في اللعبة السابقة: ببساطة، هو من جانب والـ21 لاعبًا الآخرون من الجانب الآخر.
هدف التعادل عبر تورام، الأكثر "يوفنتينية" (آه صحيح، حتى شقيقه…) برأسية، رغم أن العائلة دائمًا تسخر منه لأنه لا يسجل هكذا. فيحتفل مشيرًا إلى اسمه على القميص، لكن لا وقت لذلك لأن النتيجة باتت 3-3 ولا بد أن نحاول.
نحن في الوقت بدل الضائع، وربما تنتهي هكذا، وهو أمر يمكن تقبّله بالنظر إلى أننا تقدمنا مرارًا ثم تأخرنا قبل دقائق فقط. يخطر ببالنا تغييرات تودور الغريبة، حين دفع بكابال العائد للحياة وبالشاب أدزيتش الذي يتحدث الجميع عنه جيدًا لكنه لم يظهر بعد.
ثم يخطف خيفرين الكرة من بوني، وتصل إلى أدزيتش الذي لم يتردد لحظة: يسدد من الثبات من ثلاثين مترًا كما لو كان تيفيز، لتستقر الكرة في المقص. يركض نحو دكة البدلاء، نحو زملائه، نحونا جميعًا ونحن نفقد عقولنا وأصواتنا. نتساءل معه: أليس جنونًا أن يفكر أحد أصلاً بمحاولة كهذه؟
تنتهي 4-3، لقد فزنا. نحن مبهورون بشبابنا المتهورين – لكن أحيانًا إن لم تكن متهورًا، إن لم تحاول، إن لم تؤمن، تكون قد خسرت قبل أن تبدأ – إنها ليلة لا تُنسى.
ثم تأتي التغريدات، الجدل، اللقطات، الاحتكاكات، الحكم بصفارته في فمه، سومر الذي يهدي الكرة. نتذكر يلديز الذي يسدد بلا تفكير، وتورام الذي يسجل برأسه، وأدزيتش الذي بدا تغييرًا خاطئًا لكنه صار الآن كتيفيز.
ولربما، للمرة الأولى في حياتنا، أصبحنا قادرين على الإجابة عن ذلك السؤال المستحيل، لأننا اليوم نعرف تمامًا أي انتصار هو الذي يمنح الفرح الأكبر.