يقول فابيو كابيلّو إنه تفاجأ — ولكن ليس كثيرًا — من الإقالة الجديدة داخل يوفنتوس. فقد استمرت مغامرة المدرب الكرواتي على رأس الجهاز الفني للفريق البيانكونيري 218 يومًا فقط، امتدت بين نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي، مع توقف قصير بسبب كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.
منذ 23 مارس، اليوم الذي خلف فيه مدرب سبليت نظيره تياغو موتا، وحتى إقالته صباح الأمس.
ويقول كابيلّو، المدرب السابق لميلان، ويوفنتوس، وروما، وريال مدريد:
"في يوفنتوس، ثماني مباريات دون فوز وثلاث هزائم متتالية هي كثير جدًا، لكن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق المدرب."
ما الذي لم ينجح بين يوفنتوس وتودور؟
"الخطأ الأصلي كان في الثقة الناقصة التي منحها النادي لتودور. في الصيف الماضي، بحث المديرون عن مدربين آخرين، ولم يؤكدوا استمرار إيغور إلا في وقت لاحق من خلال تجديد عقده. اللاعبون يشعرون بهذه الأجواء، ويبحثون عن الأعذار في مثل هذه الحالات. لكن السؤال الحقيقي هو: هل الفريق بناه تودور أم شخص آخر؟"
ما انطباعك؟
"طالما كان بريمر متاحًا، ظل الفريق متماسكًا، ثم انهار بعد غيابه. ربما كان إيغور يريد تعاقدات أخرى في الصيف، والآن يدفع ثمن سوق انتقالات لم يكن بمستوى يوفنتوس."
ديفيد، فلاهوفيتش، وأوبيندا. مهاجمو الفريق لم يسجلوا منذ 16 سبتمبر. ما المشكلة؟
"على المدرب أن يستخرج الأفضل من لاعبيه، وإذا كان ثلاثة مهاجمين من أصل ثلاثة لا يسجلون، فلا بد من التساؤل عن السبب. نعم، أضاعوا بعض الفرص، لكن بصراحة، يوفنتوس في مبارياته الأخيرة عانى كثيرًا في صناعة الفرص أساسًا."
من كثرة تغييرات التشكيلة إلى تصريحاته الأخيرة… ما الخطأ الأكبر لتودور؟
"التغييرات الكثيرة ليست علامة جيدة أبدًا، فهي تعني أن المدرب لم يجد التوازن بعد. الحقيقة أن الروح الحقيقية ليوفنتوس هذا الموسم لم تظهر إلا في مباراة برنابيو ضد ريال مدريد."
تصريحات تودور في مدريد أُضيفت إلى أسباب إقالته. هل توافق؟
"لا، في الواقع، أعجبني دائمًا أسلوبه في التواصل. عندما تحدث عن غياب النجوم، كان على حق. المشكلة ليست في يوفنتوس فقط، بل في كرة القدم الإيطالية كلها. الأمور لم تعد كما كانت — فالنجوم الكبار نادرًا ما يختارون اللعب في الدوري الإيطالي الآن. ونتيجة لذلك، تجد الأندية نفسها مضطرة للاعتماد على لاعبين جيدين، لكن ليس جميعهم قادرين على تحمّل ضغط اللعب في أندية القمة."
سباليتي هو الخيار الأول لخلافة تودور. هل هو الرجل المناسب في الوقت المناسب؟
"لوتشيانو مدرب متمرس وذو قيمة، وقد درّب أندية كبرى وحقق الألقاب. بعد خيبة الأمل مع المنتخب الإيطالي، سيكون بداخله دافع قوي للانتقام الرياضي يمكن أن يتحول إلى نقطة قوة في وضع كهذا. وما الأفضل من أن تبدأ من جديد مع نادٍ تاريخي وكبير مثل يوفنتوس؟ سباليتي يملك الكاريزما المناسبة لانتشال الفريق خلال الموسم. والمفارقة أن الجانب الإيجابي في الوضع الحالي هو ترتيب الفريق: رغم البداية السيئة، فإن يوفنتوس يبتعد فقط بست نقاط عن المتصدرين، نابولي وروما."
من بين الخيارات البديلة، تم التواصل مع بالادينو، المتاح بعد تجربته في فيورنتينا الموسم الماضي.
"بالادينو قدّم أداءً جيدًا في مونزا وفيورنتينا، لكن يوفنتوس مستوى آخر من الصعوبة."
يوفنتوس، إلى جانب تودور المُقال (عقده حتى 2027)، ما زال يدفع أيضًا راتب تياغو موتا (حتى 2027). هل كنت ستمنحه فرصة جديدة بدلًا من التعاقد مع مدرب ثالث؟
"بصراحة، لا. تياغو موتا قام بعمل ممتاز في بولونيا، لكن استدعاؤه مجددًا في منتصف الموسم بعد المشاكل السابقة في يوفنتوس لن يكون مثاليًا لا للنادي ولا له شخصيًا."
لو كنت مكان سباليتي، من أين تبدأ؟
"أي مدرب يجب أن يبدأ من يلدز، ومن إعادة اكتشاف حسّ التسجيل لدى المهاجمين. لكن..."
لكن؟
"إن لم يكن لديك نجوم مثل ميسي أو لامين يامال، القادرين على تسجيل الأهداف بمجهود فردي، فعليك أن تجعل الكرات تصل إلى المهاجمين داخل المنطقة. حتى لاعب استثنائي مثل هالاند يحتاج إلى أن يُخدم بالكرات.
بصرف النظر عن كفاءة سباليتي، لا بد من أن يأتي الدعم من لاعبي الوسط وصناع اللعب، فبدونهم لن يسجل فلاهوفيتش وديفيد وأوبيندا."
وإذا التقيت في مطعم بـ جون إلكان، حفيد المحامي أنييلي، ماذا ستقول له؟
"ماذا تقول لمالكٍ استثمر خلال السنوات الأخيرة كثيرًا جدًا في يوفنتوس، ولم يبخل يومًا في الدعم المالي؟ بل بالعكس، كنت سأطلب منه أمرًا آخر..."
وهو؟
"لم أفهم بعد من الذي يقود فعليًا داخل النادي، لكنني متأكد أن شخصًا بخبرة وثقل جورجيو كيلليني سيكون مفيدًا جدًا إلى جانب الفريق، تمامًا كما كان باولو مالديني في ميلان بطل الدوري مع بيولي. أما كيليني، فيبدو الآن منشغلاً أكثر بالشؤون السياسية والمؤسساتية."