اليوفي و مهمة الحفاظ على يلديز ، في تقرير كالتشيو ميركاتو :
من يدري، ربما نجد يومًا ما كينان يلديز في قاعة المشاهير التي افتتحها يوفنتوس مؤخرًا، بجانب أساطير ارتدوا الرقم 10 وخلّدوا اسمهم في تاريخ النادي. فمن بين أوائل 50 اسمًا أُدرجوا فيها نجد عمر سيفوري، ميشيل بلاتيني، روبيرتو باجيو وأليساندرو ديل بييرو، من دون أن ننسى زين الدين زيدان، الذي لم يرتدِ القميص رقم 10 في يوفنتوس، لكنه كان "عشرة" بالفعل.
في بداية موسمه الثالث مع الفريق الأول، بعد مشواره مع فريق "نيكست جين"، يبدو أن يلديز يمتلك كل المقومات ليطمح في المستقبل لأن يكون ضمن هذه الكوكبة المختارة.
النجم التركي ذو العشرين سنة في تطور مستمر ومتسارع، وكل يوم وكل مباراة يجعله أكثر قوة وحسمًا من السابقة. انطلاقة هذا الموسم جعلت صاحب الرقم 10 بطلًا في المباريات الأربع الرسمية التي لعبها يوفنتوس حتى الآن، حيث سجّل هدفين وصنع أربعة. إجمالًا، وصل رصيده بقميص البيانكونيري إلى 18 هدفًا في 88 مباراة رسمية.
دوري "محطة عبور" :
المقومات كلها متوفرة لمسيرة كبيرة ليلديز بقميص يوفنتوس، بفضل جودته الفنية والثقة التي منحها له النادي. لكن ذلك لا يكفي لضمان ارتباط طويل الأمد بينه وبين السيدة العجوز.
فبخلاف حقبة الأساطير المذكورين، حين كانت يوفنتوس والدوري الإيطالي محطة نهائية، فإن مكانة النادي والـ"سيري آ" اليوم مختلفة: دورينا أصبح بطولة عبور للشباب النجوم في الكرة العالمية.
وكما قال فابيو كابيلو لصحيفة لاجازيتا ديلو سبورت:
"على يوفنتوس أن يستمتع به ما دام يلمع في تورينو، ونحن سنفعل الأمر نفسه ما دام في الدوري الإيطالي. لكن عندما تبدأ الضغوط الاقتصادية، خصوصًا من إنجلترا وإسبانيا، فسيكون من الصعب، إن لم يكن مستحيلًا، الاحتفاظ بلاعب من مواليد 2005 مثله."
تجديد العقد :
من المرجح، إن واصل يلديز نموه وتألقه بهذا المستوى أو أكثر، أن يكون مستقبله بعيدًا عن إيطاليا. لكن يوفنتوس – كما قال كابيلو – لديه المتعة والواجب معًا في الاستفادة منه طالما هو في تورينو. ويشمل ذلك واجب بذل كل ما يمكن للإبقاء عليه في كونتيناسا أطول فترة ممكنة.
الخطوة الأولى، بطبيعة الحال، هي عقده الجديد الذي يجري التفاوض بشأنه منذ فترة، والمتوقع أن يُحسم في الخريف.
يلدز، المرتبط بعقد حتى 30 يونيو 2029، يتقاضى حاليًا 1.5 مليون يورو سنويًا، ومن المتوقع أن يقفز راتبه إلى نحو 5 ملايين مع المكافآت بعد التجديد. وهنا يبرز سؤال: ألا ينبغي ليوفنتوس أن يقدم مجهودًا أكبر من ذلك من أجل لاعب كهذا؟ خصوصًا إذا علمنا أن الأعلى أجرًا حاليًا هما ديفيد بـ6 ملايين، وبريمر بـ5 ملايين، فيما يُستبعد فلاهوفيتش من المقارنة لكون عقده ينتهي في يونيو 2026 براتب 12 مليون، وهو رقم لا يمكن للنادي تكراره اليوم مع أي لاعب.
دور يوفنتوس :
أما من حيث القيمة السوقية، فقد رفض كلٌّ من يوفنتوس ويلديز أي عروض في الصيف الماضي. اللاعب مرتاح جدًا في تورينو وسعيد بالنمو مع يوفنتوس، بل يرغب بالفوز بألقاب معه قبل التفكير في أي انتقال. ويوفنتوس بدوره سعيد بامتلاكه، لكن كرة القدم وسوق الانتقالات يتغيران بسرعة، والأرقام تقفز باستمرار.
وسيكون الاختبار الحقيقي لنوايا يوفنتوس عندما تبدأ العروض بالاقتراب من 100 مليون يورو. فإذا أراد النادي استعادة مكانته الحقيقية في إيطاليا وأوروبا، فعليه – وقد أجاد بالفعل في اكتشاف موهبة يلديز وتطويرها – أن يفعل المستحيل ليبقيه في تورينو أطول فترة ممكنة.
